برعاية السيد رئيس جامعة تكريت
الأستاذ الدكتور وعد محمود رؤوف
وبإشراف كل من الاستاذ الدكتور خميس خلف حسن عميد كلية هندسة الشرقاط
والاستاذ المساعد الدكتور سياف عبد حسين مدير مركز التعليم المستمر تقيم كلية هندسة الشرقاط وبالتعاون مع قسم الشؤون العلمية في رئاسة الجامعة دورة علمية بعنوان :
(( التغير المناخي والتلوث البيئي بين التحديات والحلول ))
يوم الاربعاء الموافق 2025/5/7
تغير المناخ هو أحد أكبر التحديات البيئية التي تواجه البشرية في العصر الحديث. يشير إلى التغيرات طويلة الأمد في أنماط الطقس والظروف المناخية على كوكب الأرض، ويُعزى بشكل رئيسي إلى الأنشطة البشرية التي تزيد من تركيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. هذه الظاهرة تتسبب في العديد من التأثيرات السلبية على البيئة والمجتمعات البشرية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثارها.
أسباب تغير المناخ
#الأنشطة البشرية: السبب الرئيسي لتغير المناخ هو الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي) لإنتاج الطاقة، بالإضافة إلى عمليات التصنيع، والنقل، والزراعة. هذه الأنشطة تنتج كميات ضخمة من غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4)، وأكسيد النيتروز (N2O) التي تسهم في حبس الحرارة في الغلاف الجوي.
#إزالة الغابات: إزالة الغابات بشكل غير مستدام يقلل من قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى تراكم هذه الغازات في الجو وزيادة تأثيرها في الاحتباس الحراري.
النمو السكاني والتوسع العمراني: النمو السكاني السريع والتمدن وزيادة استهلاك الموارد الطبيعية يساهم في زيادة الانبعاثات وتحميل النظام البيئي المزيد من الضغوط.
آثار تغير المناخ
#زيادة درجات الحرارة العالمية: تعتبر زيادة درجات الحرارة من أبرز آثار تغير المناخ. درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى موجات حرارة شديدة، مما يؤثر على صحة الإنسان، والزراعة، والمياه العذبة.
#ارتفاع مستويات البحر: مع ارتفاع درجات الحرارة، يذوب الجليد في القطبين والمناطق الجبلية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحر. هذا يهدد المناطق الساحلية والمجتمعات التي تعيش في هذه المناطق.
#تغيرات في الأنماط المناخية: يؤثر تغير المناخ على توزيع الأمطار والطقس في مختلف أنحاء العالم، مما يسبب الجفاف في بعض المناطق والفيضانات في مناطق أخرى. كما يساهم في زيادة شدة الأعاصير والعواصف.
#تأثيرات على التنوع البيولوجي: يؤدي تغير المناخ إلى فقدان المواطن الطبيعية للعديد من الأنواع الحيوانية والنباتية، مما يعرضها لخطر الانقراض. تغير المناخ يساهم أيضًا في تغير مواعيد تكاثر بعض الأنواع ويؤثر في سلاسل الغذاء.
#الآثار الصحية: يتسبب تغير المناخ في تفشي الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل ضربة الشمس، ويزيد من انتشار الأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل الكوليرا، وكذلك الأمراض التنفسية بسبب تلوث الهواء.
حلول للتصدي لتغير المناخ
#الانتقال إلى الطاقة المتجددة: يعتمد الحل الأساسي لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة المائية، والطاقة الجوفية. هذه المصادر لا تلوث البيئة ولا تساهم في الاحتباس الحراري.
#تحسين كفاءة الطاقة: تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في المنازل، والمصانع، ووسائل النقل، يمكن أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. يشمل ذلك استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة والتكنولوجيا الحديثة التي تحسن الأداء العام.
#إعادة التشجير: زيادة المساحات الخضراء وزراعة الأشجار يساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو. كما يساعد الحفاظ على الغابات الطبيعية في تقليل تأثيرات تغير المناخ.
#التحول إلى الزراعة المستدامة: يجب تبني أساليب الزراعة التي تحسن إنتاجية الأرض دون التسبب في تدهورها أو زيادة الانبعاثات. يشمل ذلك استخدام الأسمدة الطبيعية، وتقنيات الري الفعالة، وتقليل الاعتماد على الآلات الثقيلة.
#التكيف مع التغيرات: بالإضافة إلى الحد من الانبعاثات، من الضروري أن تتكيف المجتمعات مع التغيرات المناخية عبر تحسين البنية التحتية لمواجهة الفيضانات، وتوفير تقنيات الري للمناطق الجافة، وإعداد خطط للطوارئ في حالة الكوارث الطبيعية.
#الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ
اتفاقية باريس للمناخ: تم توقيع اتفاقية باريس في عام 2015 بهدف تقليل الاحترار العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، مع السعي للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية. الاتفاق يهدف إلى إشراك جميع الدول في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
#التعاون بين الدول: يتطلب تغير المناخ تعاونًا دوليًا مستمرًا، حيث أن آثاره تتجاوز الحدود الوطنية. من خلال تبادل التكنولوجيا والموارد، يمكن للدول أن تساهم في الحد من تأثيرات تغير المناخ.
#الخاتمة
تغير المناخ هو تحدٍ عالمي يتطلب استجابة من جميع فئات المجتمع: الحكومات، الشركات، والمنظمات غير الحكومية، والأفراد. على الرغم من أن التحديات كبيرة، إلا أن هناك فرصًا هائلة للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، مع تعزيز الابتكار والتعاون الدولي. من خلال العمل المشترك، يمكن تقليل آثار تغير المناخ وحماية كوكبنا للأجيال القادمة.
إعلام كلية هندسة الشرقاط